فى ورشة مركز الأرض حول تمكين المزارعين من مهارات التواصل والتفاوض لدعم حقوقهم فى الحياة الكريمة
"برنامج لفض المنازعات وحل المشكلات فى الريف المصرى"
عقد مركز الأرض لحقوق الانسان ورشته التدريبية بالاشتراك مع معهد السلام الامريكى على مدى ثلاثة أيام 15 ،16 ،17 مارس 2007 فى فندق رويال جاردنز بشارع الاهرام وحضر الورشة 63 مشارك ومشاركة من محافظات مصر المختلفة من الجمعيات الاهلية الريفية والفلاحين خاصة من القرى المتنازع على أراضيها بين الهيئات الحكومية والفلاحين كما شارك بعض الباحثين المهتمين بالمشاكل الريفية وعدد من الصحفيين والمحامين وكانت نسبة الاناث 13 مشاركة ونسبة الذكور 50 مشارك من 12 محافظة مصرية فمن محافظة الجيزة حضر 12 مشارك و من قنا 3 مشاركين وبنى سويف 7 مشاركين والفيوم 4 مشاركين والبحيرة 8 مشاركين والقليوبية 3 مشاركين و الدقهلية 3 مشاركين وسوهاج 8 مشاركين والشرقية 2 مشاركين والقاهرة 7 مشاركين والمنيا 3 مشاركين واخيراً حضر من محافظة المنوفية 3 مشاركين .
ودارت فعاليات اليوم الاول بترحيب كرم صابر – مدير مركز الأرض بالمشاركين والمشاركات وتحدث عن أهداف الورشة فى تعليم الفلاحين طرق التفاوض والتواصل وبناء التحالفات وتحدث عن برنامج الورشة خلال الثلاثة الايام ثم قدم نينا سوغرو – مسئولة البرامج فى معهد السلام الامريكى والتى أشارت إلى ان عملهم فى حل النزاعات هو لمحاولة مساعدة الناس فى إدارة المشكلات حتى لا تزيد وتتفاقم وقالت انهم يعملون مع المؤسسات الاهلية ومسئولى الحكومات ومع النساء والبرلمانيات فى معظم دول العالم وان معظم الذين عملوا معهم لا يملكون سلطات كبيرة ولكنهم يحاولون الحصول على بعض المكاسب عن طريق تحسين طرق التفاوض والتواصل ثم تحدث تيد فيفر نائب مدير المعهد فأشار الى أن هذه أول ورشة تدريبية يقوم بها معهد السلام فى مصر وبدأ التدريب من خلال صورة وزعت على المشاركين طالباً رأيهم فى الصورة ووضع اسئلة لكل مشارك ليمثل له ما فى الصورة ويتخيل ماذا يدور بين الاشخاص المتنازعين فى العرض ، ثم عرض رسم بيانى لوسائل الحلول فى احد الصراعات و بعد ذلك تمت مداخلات المشاركين وتعليقاتهم على مداخلته والتى أكدت على ضرورة فهم ما يدور أولاً ثم تحديد المشكلة والحلول قبل تصوراتهم لما يدور .
وقال تيد فى المفاوضات لا تستطيع السيطرة والتحكم فى انواع الصراعات والمشاكل التى تعرض عليك طوال الوقت ولكن بتفاعل الوسيط ومعرفة هدفه يمكنه ان يصل الى بعض الحلول وقال ان تحليل المشكلة هو أهم جزء فى العملية لابد وأن تتبع الخطوات التالية :
1- كيف يستطيع الطرف الثالث المساعدة ( الوسيط )؟
2- ما هو نوع الوسيط المطلوب لحل المشكلة ؟
3- هل من الافضل استخدام وسيط ؟
4- كيف يستطيع الوسيط العمل بصفة عامة وما هى الشروط التى يجب توافرها فيه؟
وبين مواصفات الوسيط الجيد ثم طرح استراتيجية للتخطيط والمواصفات المطلوبة فى الوسيط الجيد وقال أنه يجب أن يكون قادر على الاستماع وعلى طرح اسئلة صحيحة ويجعل الاطراف تثق فيه وان يكون صريح وأن يتواصل مع المتنازعين ويكون لديه ذاكرة قوية ويستطيع ان يمثل الناس ثم قدمت –نينا سوغرو ورقة لكل المشاركين تحتوى على 30 سؤال وقالت ان الاجابات الخاطئة هى الإجابات غير الأمينة وقالت ان الهدف من التدريب معرفة ما هى الوسائل المطلوبة لحل النزاعات فى الاماكن المختلفة ؟ وما الفرق بين التعاون والتسوية . ثم بدأت نينا سوغرو تحليل اجابات المشاركين وقالت هناك اطار لحل المشاكل وهى :
- تحديد المشكلة - اسبابها - أطرافها - حلولها
- كيفية تنفيذ الحلول - متى ومن سيقوم بالحل؟ - الموارد المادية والبشرية لتنفيذ الحلول
- المخاطر والعواقب وطرق المواجهة - مناطق القوة والضعف
- التقييم وتغيير الخطة وطرق التغيير
ثم حللت نينا إجابات المشاركين وقالت اعلى الدرجات كانت الحلول الوسطى ثم التعاون أما التجنب فكانت أقل الدرجات وقالت أن أساليب التفاوض خمسة وهم :
1- التنافس : وهو يتسم بالخدمة وعدم التعاون ويسعى الفرد لتحقيق مصالح شخصية على حساب الاخرين
2- التوفيق – ويتسم بعدم الخدمة والتعاون وهو نقيض التنافس
3- التجنب – ويتسم بعدم الخدمة وعدم التعاون حيث لا يسعى الفرد الى إيجاد حلول المشاكل .
4- التعاون – ويتسم بالتعاون وهو نقيض التجنب ويتضمن محاولة التعاون مع الشخص أخر للتوصل لحل مشكلة ما .
5- التسوية – وهى حل وسط بين الحزم والتعاون والهدف منها هو التوصل الى مخرج ما
وانتهى اليوم الأول بعرض مخرجات هذا اليوم وترتيب أجندة اليوم الثانى .
وبدأ اليوم الثانى بمداخلة لمجدى المدنى من مركز الأرض قدم فيها خلاصة اليوم الأول ثم بدأ تيد فيفر بتوزيع ورقة على المشاركين تحتوى على مشكلة لنزاع بين طرفين على ملكية قطعة ارض فى جنوب الفلبين وطلب من الحضور امكانية حل النزاع عن طريق التفاوض من خلال التركيز على المصالح أو غيرها من الجوانب كما يتراءى للمشاركين ولكن كيف سيتم ذلك ؟ وقال لابد من معرفة العناصر الاساسية للتخطيط للتفاوض وما هو الذى ينبغى ان نطالب به فى المفاوضات ؟ ثم بدأ بعرض القضية وقال يجب ان نفهم أولاً ماذا يدور حولنا ثم نسأل أنفسنا كمفاوضين عن كيفية الوصول لحل يحظى بالقبول بين الطرفين وكيف يمكن التعامل مع مفاوضين يسعى كل منهم الى الكسب على حساب الاخر ؟ وكيفية المفاوضة من موقف الضعف ؟ ثم كيفية التوصل الى اتفاق ينفذ ويدوم ؟ و قال أن الشروط الواجبة فى المفاوض الفعال هى :
- الابداع فى التواصل .
- أن يحترم العلاقة قبل الاتفاق .
- أن يكون مستعد دائماً للتفاوض .
- أن يركز على تحديد وكشف المصالح والاحتياجات .
- أن يكون على قدر عالى من الوعى والثقافة .
- ان يكون مرناً وهادئاً .
وبعدها تم تقسيم المشاركين الى 7 مجموعات وكل مجموعة أخذت مشكلة من المشاكل التى طرحها المشاركين والعمل على ابتكار حلول لها – وكان هذا الجزء هو عبارة عن تمثيلية وقامت كل مجموعة بأدوار المغتصب وصاحب المشكلة والوسيط ثم بدأ عرض المجموعات لما توصلوا اليه من حلول لكل مشكلة وقد بدأت المجموعة الاولى بعرض المشكلة من خلال الاستاذ جمال شحات / رئيس جمعية زراعية بالجيزة ومشكلتهم عبارة عن قيام مصنع للسكر بإحداث أضرار لسكان قرية بسبب عدم وجود صرف صحى للمصنع مما أدى الى انهيار عدة مبانى للسكان فى القرية وتحويل الصرف الصحى الى مصارف الرى مما يهدد السكان بالامراض وملوحة الارض الزراعة وتلوث للغذاء وقد تم ايجاد حل للمشكلة مع المصنع بعمل مصرف خاص بهم لحماية منازل وزراعات الفلاحين . ثم عرضت المجموعة الثانية من خلال الاستاذ عبد الشافى أحمد رئيس نقابة المعلمين بقنا وكانت المشكلة عن اغتصاب قطعة أرض مؤجرة بقانون الاصلاح الزراعى للمستأجرين وجاء أحد مدعين الملكية بعد تقديم عقود مزورة للاستيلاء على الأرض – وشرح عبد الشافى خطوات المجموعة ورؤيتها لحل هذه المشكلة بضرورة تأمين المستأجرين بزراعة الأرض وحل مشكلة مدعى الملكية مع الاصلاح الزراعى بعيداً عن التعدى على حقوق الفلاحين .
ثم عرضت المجموعة الثالثة من خلال الاستاذ / شعبان حسن – فلاح من البحيرة عن مشكلة قرية بها 60 اسرة يقيمون فيها منذ مائة عام والآن تهددهم وزارة الاوقاف بالطرد وتحاول اغتصاب الأرض وطرد السكان من منازلهم وقد شرح رؤية المجموعة لحل هذه المشكلة بضرورة تمليك السكان المنازل ووقف طردهم .
وبعدها عرضت المجموعة الرابعة من خلال الاستاذ/ عبد الله المأمون – مدير مدرسة اعدادية بالدقهلية وكانت مشكلتهم عن العنف ضد الاطفال فى المدارس وقد عرض الاستاذ عبد الله المشكلة واسبابها والاثار المترتبة وحجمها وأخيراً رؤية المجموعة لحل هذه المشكلة بضرورة قيام المدرسة بحل مشكلات الطلبة والمدرسين وتمكين المدرسة من القيام بدورها فى تنمية مهارات الاطفال المختلفة ثم عرض الاستاذ / يحى الحسينى زكريا صحفى رؤية المجموعة الخامسة لمشكلتها التى كانت عبارة عن مشكلة خاصة بنقصان مياه الرى فى أحد القرى وتضرر المزارعين وحرمانهم من حقوقهم فى الزراعة الآمنة وقد عرض المشكلة وكيفية حل هذه المشكلة من وجهة نظر المجموعة والتى بلورها بضرورة شق ترعة جديدة للمزارعين عن طريق وزارة الرى لحماية الزراعة وحقوق الفلاحين . وبعدها عرضت المجموعة السادسة من خلال الاستاذ / جبر عبد الرحيم فلاح من الدقهلية وكانت المشكلة حول رفض وزارة التضامن الاجتماعى اشهار جمعية اهلية بالرهاوى رغم استيفاء أعضاء الجمعية للشروط المطلوبة لاشهار الجمعية ووضح رؤية المجموعة فى حل هذه المشكلة بضرورة إعادة تقديم طلب الاشهار مرة اخرى والضغط على وزارة التضامن لقبول أوراق تسجيل الجمعية والا اللجوء للقضاء .
و أخيراً تم عرض المجموعة السابعة من خلال الاستاذ / احمد السيد فلاح من المنوفية والمشكلة كانت عبارة عن خوف فلاحين من طردهم من ارضهم ومنزلهم من ورثة بعض الاقطاعيين القدامى يدعون ملكيتهم للارض والمنازل ، وقد أوضح خطوات المجموعة فى حل المشكلة من وجهة نظر المجموعة من خلال تنظيم حملات توعية وتعبئة لاهالى القرية ورفع القضايا على ورثة مدعى الملكية لاستصدار أحكام قضائية بحقوقهم .
وقد انتهى اليوم الثانى بعد مداخلات المجموعات وبعد أن قدم المدربين خلاصة اليوم ونظموا مع المشاركين خطة اليوم الثالث وفى اليوم الثالث بدات الجلسة الاولى بعرض لحمدى معبد من مركز الأرض باسترجاع ما دار فى اليومين وبعدها سلمت نينا المشاركين أوراق التدريب الجديدة وهى عبارة عن مشكلة بين قريتين تتنازع على ملكية الأرض والمياه والمدرسة والمستشفى ومثل المشاركين من خلال المجموعات طرق للحلول من خلال وضع أنفسهم مكان الطرف الاخر واستخدام المشاركين وسيط للحل اذا رغبوا فى ذلك وحدد المدربين المطلوب من المجموعات بأن يستخدموا منهجيات التدريب لحل المشكلة ثم عرضوا المشكلة ووزعوها على المشاركين وكانت عبارة عن نزاع بين قريتين متعددة الاعراق وكانت بينهما فى الماضى علاقة تجارية وتعاون وحدث نزاع بينهم وتعرضت المياه فى القريتين لضرر بالغ وتم نهب الممتلكات وقد أعرب عمدة مدينة ثالثة التدخل لتقديم المساعدة لاعادة بناء قاعة اجتماعية ووحدة صحية ومدرسة للقريتين وستقدم منظمة الصحة العالمية أموالاً لاعادة بناء عيادة واحدة للقريتين وسيعيد برنامج الامم المتحدة الانمائى بناء المدرسة بالقريتين والمطلوب هو التوصل الى اتفاق بين ابناء القريتين حول أماكن اقامة هذه المرافق وبعد ذلك تم عرض المشكلة من وجهة نظر كل مجموعة والخطوات المناسبة التى اختارتها من حيث المشكلة وأسبابها وحجمها ومن هو الوسيط الذين سوف يسمحون له بالدخول بينهم لتقريب وجهات النظر وما هى طلبات كل قرية للصلح والاهداف المرجوة القريبة والبعيدة وبعدها عرضت المجموعات حلول للمشاكل من وجهة نظرها بعد تقسيم المجموعات الى مجموعة لتمثيل القرية الأولى ومجموعة لتمثيل القرية الثانية ووسيط ووصلت كل المجموعات الى حلول متنوعة للمشاكل بينهم وتوصلوا الى تسوية ودية وتقسيم لمورد الأرض عبر حلول اتسم بعضها بالرومانسية مثل زواج ابن رئيس القرية الاول لبنت رئيس القرية الثانية واخرين استخدموا الرجوع الى الدين لحل هذه المنازعات ومجموعات أخرى رأت اقتسام كل الممتلكات والاموال المتنازع عليها بالمناصفة ولكن كانت هناك مجموعة لم تصل لحلول بسبب رفض قيادتها الحلول التى اقترحها الوسطاء .
ودارت مناقشات غنية بعد عرض المجموعات بين المشاركين كانت خلاصتها ضرورة التعاون بين ابناء كل قرية لتقوية انفسهم ووجوب النضال والعمل معاً لخدمة رسالة ابناء القرى فى تحسين أوضاعهم وكفالة حقوقهم وعدم الاهتمام بالقضايا غير ذات الاهمية والتى تحرفهم عن الصراع على الارض والغذاء والماء والحياة الكريمة والعيش بكرامة .
وفى ختام الورشة وزع ورق التقييم على المشاركين الذى عبرو فيه عن سعادتهم بحضور الورشة وثقل خبراتهم وتبادل أفكارهم والمهارات التى اكتسبوها وبعدها قدم المدربين ومركز الأرض الشكر للحاضرين وتم توزيع شهادات التقدير على المشاركين وطلب المشاركين بضرورة تفريغ ما دار بالورشة وتوزيعه على المشاركين لاعادة انتاج التجربة والتدريب فى قراهم وجمعيتهم .
كما طالب المشاركين بضرورة قيام مركز الأرض بتأسيس برنامج لحل منازعات الريف يقوم بتدريب الفلاحين وجمعياتهم على طرق التفاوض والتواصل وتنمية مهاراتهم لتحسين أوضاعهم وحل مشكلاتهم وكفالة حقوقهم فى العدل والامان الشخصى والعيش بحرية .