إن الأحداث المتسارعه في عالمنا اليوم والمؤثرة في كافة شئون حياتنا , كالحروب والكوارث والمجاعات والفقر والأمية والجهل والكثير من الأسباب الأخرى ولعل من أهمها تقاعسنا كمجتمعات إسلامية وعربية في أداء دورنا الإنساني تجاه مجتمعاتنا, قد زادت من حجم عمق الفجوة بين العمل التطوعي المقدم من جهه وبين المحتاجين له .
لقد أصبح التطوع ومدى إنتشاره من أهم المقاييس التي يقاس عليها مدى تطور المجتمعات وتقدمها , حيث يعتبر العمل التطوع الذراع التنموي الثالث للدول , من حيث مساهمة المؤسسات المدنية والأهلية في رقي مجتمعاتها ورفاهيتها . ونحن كشعوب عربية وإسلامية من أكثر الشعوب كرما وعطاء وحبا للخير والعطاء , وديننا الحنيف يحثنا على أن نستبق للخيرات, { فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ..} (المائدة: الآية٤٨) { وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ.. َ} (٧٣) سورة الأنبياء, ومن الحديث الشريف " خير الناس أنفعهم للناس " .
وبرغم مالدينا من موروثات وقيم ومثل تثبت أصالة العمل التطوعي وارتباطه بثقافاتنا التي تدعو إلى أن يكون العمل التطوعي إسلوب حياة شامل , إلا أن مجتمعاتنا تكاد تكون من أفقر المجتمعات للعمل التطوعي المنظم والمؤسسي وأقلها عددا وتنوعا في جمعياتها ومؤسساتها المدنية مقارنة بعدد السكان وتنوعهم.
لهذا , وإنطلاقا من إحساسنا وإستشعارنا بمسؤولياتنا تجاه مجتمعاتنا الذي هو في أشد الحاجة إلى مثل هذه الأعمال التطوعية ,تم تدشين عالم التطوع العربي في يوم الثلاثاء ٢٤ رمضان لعام ١٤٢٧ للهجرة الموافق ١٧/١٠/٢٠٠٦ م , وذلك تزامنا مع اليوم العالمي للقضاء على الفقر , ليحمل رسالته في نشر ودعم وتعزيز العمل التطوعي وخدمة المجتمع ,ليكون المرجع الأهم للأعمال والدراسات التطوعية وللمتطوعين في العالم العربي , وذلك عبر المشاركة في تنظيم وإرشاد هذه الأعمال والدعوه اليها , وليكون بذرة حسنة في سبيل خير ورفاهية مجتمعاتنا .
داعين الله عز وجل أن يحقق أهدافه في خدمة الإنسانية في كل مجالات الحياة وشئونها .