الصندوق العربي للثقافة والفنون
مؤسسة عربية مستقلة غير ربحية تسعى إلى تمكين الفنانين والمثقفين العرب عبر ترسيخ دعم استراتيجي للثقافة في العالم العربي. يسعى الصندوق إلى توفير آلية تمويل مستدام للفنانين كما للمؤسسات الثقافية والفنية ويقوم بالمساهمة في تيسير التبادل الثقافي عبر المنطقة العربية
بدأت فكرة تأسيس الصندوق عام ٢٠٠٤ بمبادرة من مؤسسة المورد الثقافي مؤسسة ثقافية مستقلة وغير ربحية مقرّها القاهرة وبالتشاور مع ما يزيد عن أربعين مؤسسة ومنظمة ثقافية وأفراد وجهات مانحة كبرى مثل "مؤسسة المجتمع المفتوح" و"مؤسسة الإمارات" و"مؤسسة فورد"، التي تعمل جميعها في المنطقة العربية. تم تسجيل الصندوق العربي للثقافة والفنون في سويسرا ويعمل في المنطقة العربية عبر مكتب له في العاصمة الأردنية عمان
خلفية
تواجه المنطقة العربية اليوم مرحلة دقيقة من شأنها تحديد مستقبل شعوبها ومكانتهم في العالم. وفي حين تتحدد عناوين هذه المرحلة عموماً في إطار السياسة والاقتصاد، إلا أنها تنطوي على قضايا ثقافية جوهرية تتعلق بصورة الذات و مكونات الهوية وحرية التعبير. في هذا الإطار، يغدو الانتاج الثقافي المستقل على شكل عمل أدبي أو فيلم أو عمل من أعمال الفنون الأدائية أو البصرية، عنصراً أساسياً من عناصر البحث عن أجوبة وحلول للأسئلة المصيرية التي تواجه المنطقة ، مثلها مثل جهود السياسيين والاقتصاديين والمفكرين العرب
على مدى العقدين الماضيين، شهد العالم العربي تراجعاً بطيئاً في إحكام الدولة سيطرتها الكاملة على الأنشطة الثقافية. فقد أدى إدخال سياسات التحرر الاقتصادي في عدد من البلدان وظهور بعض من قنوات التلفزة الفضائية شبه المستقلة، إلى خلق مناخ من الحرية النسبية للتعبير الثقافي. وهذا الانفتاح أتاح نوعا من "النهضة" الثقافية العربية تمثلت في تأسيس مسارح مستقلة وفرق للفنون الأدائية والموسيقية ودور للنشر ومعارض ومنظمات ثقافية ومراكز أبحاث، تتشارك جميعها الرغبة في خوض عالم التجريب والابتكار والنأي بنفسها عن قيود المؤسسات الرسمية
مع ما تم إحرازه من تقدم على الجبهة الثقافية، نشهد تراجعاً في موارد التمويل الحكومي للثقافة رافقه تفاقم في الطابع التجاري للبيئة الثقافية و زيادة في القيود السياسية والاجتماعية في أغلب بلدان المنطقة العربية. لهذا غدت إمكانية الحصول على التمويل مهمة صعبة على الفنانين والمنظمات الثقافية المستقلةّ. فبالرغم من الزيادة المطردة في عدد و حجم هؤلاء الفنانين وتلك المنظمات إلا أنهم محرومون في معظم الأحيان من موارد التمويل العامة. وباستثناء عدد قليل من المؤسسات المانحة في منطقة الخليج العربي التي تعنى بالثقافة، يتوجه الدعم الخيري عامة و بشكل رئيسي إلى حل المشكلات الاجتماعية الطارئة المرتبطة بالفقر.
واليوم، يدين قطاع الثقافة المستقل بالفضل في بقائه إلى مجموعة صغيرة من المانحين الدوليين أمثال الوكالة السويدية للتنمية الدوليةSIDA و"الوكالة الدانمركية للتنمية الدوليةDANIDA والوكالة النرويجية للتعاون من أجل التنميةNORAD ومؤسسة فورد و"مؤسسة المجتمع المفتوحOSI حيث تدعم تلك الجهات المانحة الفنون إدراكاً منها للأهمية الاجتماعية والسياسية لممارسةٍ ثقافيةٍ مستقلة. ومع ذلك، فإن الاعتماد على المصادر المالية الدولية يطرح الكثير من المشكلات أمام الفنانين والمنظمات العربية. إذ أنه غالباً ما يتوجب على الجهات المتلقية للدعم أن تدفع عن نفسها ادعاءات تبنيها لأجندةٍ أجنبية وميلها لإضفاء صورة غربية على الثقافة العربية كما أن مستقبل هذه الموارد المالية يعد مثار تساؤل في ظل تراجع عام في تمويل الأنشطة الفنية ناهيك عن المناخ السياسي المضطرب في الشرق الأوسط
الاهداف
زيادة وتعزيز الإنتاج والبحث الثقافيين
تنشيط التبادل الثقافي والتعاون عبر المنطقة العربية
التعرف على قنوات لتوزيع الفنون العربية والمساهمة في تطويرها
توفير مصدر مستدام لتمويل أعمال ثقافية مستقلة