وطن، مؤسسة عراقية مستقلة تهتم بالشأن السياسي والثقافي والإعلامي العراقي، تستهدف إحياء وتأكيد وصيانة المواطنة العراقية والوطن العراقي تجاه ما يهددهما من أفكار وسياسات داخلية وخارجية، وتعمل على بث وإشاعة الفكر والوعي والبرامج والطروحات المرسخة لثقافة وطنية جديدة تتجاوز كل الإعاقات المفاهيمية والعملية التي حالت دون ترسيخ قيم المواطنة والتزاماتها وفروضها، وتسعى بمختلف الطرق والوسائل الديمقراطية والسلمية والمشروعة لتعميم رؤاها وبرامجها لخلق دولة المواطنة الصالحة.
شعارات المركز
١)) الوطن للجميع ، الجميع للوطن .
٢)) كرامـة ، حريـة ، إزدهـار .
٣)) سيادة ، وحــدة ، تكامـل .
نرى أنَّ العراق ومنذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة عام ١٩٢١م، لم يشهد عملاً نوعياً حقيقياً لتعريف وتوكيد وتعزيز مبدأ المواطنة بما يضمن ولاء وحب واندكاك أبناءه فيه بشكل جاد وحقيقي ومخلص وبما يحفظ وحدته واستقلاله وسلامته، بل العكس، إذ يشهد الواقع التأريخي والمعاصر الأثر التخريبي الفادح الذي مارسته وأقرته مختلف الأنظمة السياسية التي تعاقبت السلطة في العراق بحق الوطن والمواطن على الصُعد كافة، لتُتوج أخيراً على يد نظام الطاغية صدام إلى إنهيار كامل لهذا المبدأ جراء تحويل المواطنة إلى ضريبة دم وسجن وقيد وتمييز وتعسف بشكلٍ لم يسبق له مثيل، حتى غدت المواطنة ظلاً باهتاً لا يقوى على الحضور والفاعلية والصمود أمام أي تهديد أو خطر يهدد الكيان الوطني للعراق، بل تحوّلت المواطنة بنظر الكثيرين –وللأسف- إلى قيد لا يلبث أن يتخلص منه العراقي أمام أول فرصة هجرة ليبحث عن وطن آخر علّه يجد فيه شيئاً مما افتقده في وطنه من حق إنساني أو قانوني أو سياسي.. الخ. إنَّ السلطات العراقية المتعاقبة لم تعتمد مبادئ العدل والمساواة والتكافؤ في تعاطيها مع مواطنيها، بل إنَّ كل سلطة أخذت تحابي وتعتمد على شريحة أو قبيلة أو طبقة أو طائفة على حساب الكل الجماهيري الوطني، مما همّشهم وساعد في خلق حالات العداء المؤدي لإضعاف الحس الوطني العام. إنَّ السلطة التي لا تحترم وتعدل بين مواطنيها لا يمكن أن تمثلهم وتتعايش وإياهم وفق مرتكزات متناغمة تؤتي ثمارها في عمليات البناء أو البقاء، بل تخلق منهم أعداء لها، وبالنتيجة أعداء لمؤسساتها وهيئاتها ومرافقها، فالمتضرر لا يمكنه الحب والفناء في دولة تزدريه وتهمشه وتُقصيه عن نيل حقوقه ومتطلباته الأساسية والمشروعة،.. والنتيجة الطبيعية هنا ضعف وانتفاء الحس والحب الوطني شيئاً فشيئا، والملاحَظ إشتراك العديد من الحركات والنُخب السياسية والإجتماعية العراقية في إهمال وتهميش مبدأ المواطنة في خضم تنظيرها الإيديولوجي وخطها البرامجي، متأثرةً بإنتمائها العرقي والطائفي والسياسي في نظرتها للوطن والإنسان العراقي،.. لقد وقعت الأحزاب والحركات ضحية تنظيرها العقائدي القافز على فروض الواقع، أو غدت بوابة الطموح للأجنبي من خلال خط الدعم أو التنسيق أو التحالف معه. لقد ساعدت بعض مفردات ثقافتنا ولون سياسة السلطات في محاكاتها لأبعاد المواطنة، ساعدت في نقل عدوى تهميش مبدأ المواطنة وإضعاف الروح الوطنية،.. هذا إضافةً لعوامل أخرى مهدت الطريق لإقصاء ثقل وفروض هذا المبدأ الحيوي، كحالات الطلاق المزمن بين الدولة العراقية والمجتمع العراقي، وغياب التثقيف والتربية الوطنية الهادفة والصادقة، وسيطرة الأعلام الأجانب على مرافق التوجيه والرّيادة الدّينية والسياسية والإقتصادية في أكثر من وسط إجتماعي ومقطع زمني من حياة الدولة والمجتمع العراقي الحديث. إنَّ واقعاً مأساوياً كهذا لا يمكن أن تستقيم معه دولة أو ينهض به مجتمع أو يضطرد من خلاله تقدم، بل هو أقصر طريق للفشل والإنقسام والتناحر، وبعد للتفتت والتبعية والإرتماء في أحضان الغير. من هنا كان لابد وأن تنهض النُخب الواعية من أبناء العراق الذين أدركوا الخطر بحس وعيهم وتجربتهم، ومن مختلف أوساطنا الدينية والسياسية والإجتماعية،.. أن ينهضوا لإعادة إنتاج ثقافة وطنية جديدة تستطيع من خلالها تلافي كل نقاط العجز والفشل والإختراق، لضمان سلامة مجتمعنا ووطننا.
ونرى، أنَّ هناك بُنى تحتية للعملية الإجتماعية التي تستهدف إعادة الهيكلة المفاهيمية والتطبيقية للمجتمع العراقي، تأتي في طليعتها إعادة هيكلة مبدأ المواطنة على أُسس جديد قانونياً وسياسياً وإجتماعياً، لتحقيق الأهداف النوعية المرجوة. وهنا، فعملية إعادة الهيكلة هذه، بحاجة ماسة إلى ثورة تصحيحية في العديد من المفاهيم والرؤى والتطبيقات لعموم الدولة العراقية كجملة إدارات ومؤسسات وأنظمة ومقررات وسياسات، ولعموم الثقافة المجتمعية في خطوطها العامة والتفصيلية المتصلة بالمواطنة والوطن، وللنُخب الدينية والسياسية والإجتماعية في رؤيتها وتربيتها للجماهير، ولجمهرة الأحزاب والحركات في قيادتها وتوجيهها للشعب،.. إنها مهمة الكُل العراقي في إعادة إنتاج ذاته تجاه وطنه ومستقبله. إنَّ إعادة إنتاج الذات الوطنية هذه، لهي حركة فكرية وسياسية وثقافية كُبرى، على الشعب ونُخبه وحركاته برمجة فروضها واستحقاقاتها من خلال جُهدٍ مؤسساتي متنوع وفاعل وناشط لا يعرف الكلل أو الملل، بُغية تحويلها إلى تيار من الوعي المتقد والممارسة المنبعثة والإنضباط الصارم والإحتكام الكامل. لهذا وذاك، بادرنا إلى إنشاء هذه المؤسسة كلبنة في هذا الطريق، والذي نأمل أن تشاركنا فيه بالتعاون النُخب العراقية المخلصة لوطنها وشعبها، والحريصة على إنتاج وطن يمثل الكُل ويتبناه الكُل. إنها محاولة فرضتها قراءتنا لواقع وطننا المعذب، وهي رؤية نرى أنَّ تمكينها الميداني يضمن لنا إمتلاك المستقبل بكل إرادة وطنية حرة .
الأهداف
يستهدف المركز من خلال جملة أنشطته المتنوعة ما يلي :
١- إعادة إنتاج مبدأ المواطنة بشكلٍ كامل كمنظومة متكاملة ثقافياً وسياسياً وإجتماعياً، لتشكيل تيار توعوي وبرامجي على الصعيد الجماهيري والنخبوي لإعادة تشكيل العقلية والنفسيّة العراقية في تعاطيها مع وطنها العراق، فالمواطنة هي الدعامة الأساس لوحدة الأرض والشعب، وبمقدار وضوحها وصلاحها يقوى الوطن ويزدهر.
٢ - إعادة إنتاج أنماط النُظم الدينية والفكرية والثقافية المتصلة والمغذية لمبدأ المواطنة والوطنية، وبالذات النُظم التلقائية (القواعد والمعايير)، والنظُم التطبيقية، والنُظم الضابطة (القانونية)، والهدف تغيير مقاييس وآليات ونتائج النظُم المجتمعية التي أقصت المواطنة والوطنية.
٣- الدعم والتنمية والتنسيق مع الإتجاهات العراقية العاملة في حقل المواطنة، بما يخلق منها تياراً عراقياً واضحاً يحول دون تكرار التجارب السلبية التي تستهدف بوعي وبدون وعي إلى إضعاف مبدأ المواطنة.
٤- التعاون مع الشرائح الشعبية والنُخبوية لجعل المواطنة والديمقراطية والنعايش قيما عراقية ثابتة.
٥- التصدي الفكري والثقافي والسياسي لمحاولات اختراق المواطنة والقيم الوطنية وحقوق الانسان.
٦- إنجاز المشاريع التي تُعنى بأمل وطموح المواطن العراقي في العيش والثقافة والإنتماء والتطوّر على أساس من قيم وفروض المواطنة العراقية.
٧- الإهتمام الإستثنائي بالديمقراطية كنظام مُنتج للمواطنة في ظل الدولة الحديثة من خلال تكريس الفهم والفكر والثقافة الديمقراطية.
٨- إشاعة قيم العدالة والمساواة والتكافؤ كقواعد تحتية مُنتجة لمواطنة صالحة.
٩- إعادة إنتاج منظومات الحقوق والواجبات الوطنية على أساس قاعدة الحق والواجب الإنساني والوطني، والعمل على تأكيد وصيانة حقوق الإنسان وبالذات حقوق المرأة والطفل.. كقواعد أساسية لترسيخ مبدأ المواطنة.
١٠- المساهمة في البناء الدستوري والقانوني للعراق الجديد على أساس المواطنة.