تكونت السمات الأولى لأهداف الجمعية في ذهن مؤسسها الذي كان يعمل كمستشار للتربية وعلم النفس بديوان وزارة التربية والتعليم من خلال عمله لمدة خمس وثلاثين عام بمعاهد إعداد المعلمين والمعلمات حتى عام ١٩٨٤. وكانت الإشكالية الفكرية التي ظلت تلح على فكرة هي: كيف نجيد قراءة سلوط الأطفال قراءة يستطيع معها أن نهيء لهم المناخ الصحيح والسليم كي ينشأ جيل من البالغين يعرف كيف يحمي الحياة ويعمل على استمرارها. وبشكل موجز زمبسط توفرت الإجابة على هذه الإشكالية من خلال مصدرين أساسيين:

المصدر الأول:
تجارب العالم السويسري جان بياجيه الذي استطاع أن يفك طلاسم سلوك الأطفال بشكل علمي دقيق أي قراءة الأبجدية التي نستطيع بها قراءة هؤلاء الأطفال ومن ثم استطاع لأول مرة في التاريخ أن يحدد أبجديات قراءة هذا السلوك قراءة علمية سليمة، ولازالت المؤاتمرات العلمية العالمية التي تنعقد كل عام في ذكرى وفاة هذا العالم يحمل إلينا طوفنا من الأبحاث العلمية التي مازالت تعمق قرائتنا لأطفالنا عالى نحو مبهر حقا وتكشف معها أسرار سلوك البالغين من ثم.

المصدر الثاني:
تجارب المربي الإنجليزي بيتر سليد من اللعب الدرامي عند الأطفال، ومفهوم الدراما بإعتيار نشاطا فطريا عند الإنسان ودور هذا النشاط الدرامي في تكوين المعرفة.
وبالطبع فهذان المصدران لا يشكلان سوى رافدين في نهر متدفق من الدراسات والأبحاث والزيارات للولايات المتحدة الأمريكية وعواصم متعددة في العالم العربي شرقه وغربه وسودانه. حيث جمعها في متابعة القراءة الطفل في العالم العربي وما يمكن أن يتمخض هذا كله عن مشروعات لعل أهمها كان إنشاء هذه الجمعية التي نحن بصدد الحديث عن نشأتها وتاريخها.

العمل على أن يحسن المسئولون من تنشأة الأطفال قراءتهم قراءة علمية مستندين إلى أنهم مزودون بطاقة معرفية فطرية فطرية بيولوجية ينبغي تحررها فتجد طريقها السلس الميسر إلى إبداع كل ما يحمي الحياة ويعمل على استمرارها. إنه الطريق الأساسي إلى التنمية المستدامة.