ÊÕæíÊ 
ÇáäÊÇÆÌ ÇáÓÇÈÞÉ 
هل انت مهتم بالمشاركة في دورة لتعزيز ثقافة السلام؟
 


 
 
 
جمعية التجديد الثقافية الاجتماعية
نبذة تاريخية

رؤيتنا.. 

لا بدّ

منْ تمكين الأمّة

مِنْ منابعِ نهضتِها ومكامنِ عزّتها

بإطلاقِ العقلِ منْ نيْرِ الصّنم

وصناعةِ الحكمةِ مِنْ مجْرى القلَم

"أنْ يتعلّمَ الإنسانُ القرآنَ كما نزَل"


ليبزغَ مِنْ بعدِ الظّلامِ فجْرُ الحضارةِ الفاضلة
إنّ بين يديْ هذه الأمّة رسالة وأيّما رسالة، فيها أملُ البشرية جمعاء، إمّا أنْ تقرأها كما ينبغي لتقوم بإبلاغها كما ينبغي فيصفو العالمُ بالمحبّة والعدل والخير ومدارج الرقيّ، وتنجو سفينة هذا الكوكب الدرّي، وإمّا أن تدسّها بالجمود أو الجهل وراء ظهرها فتتقاطع الأفراد وتتراكب الأمم وتتعادى الدول ليغدو كوكبنا فاحماً وإنسانُنا حيوانًا لاحِماً. ولقد لفّ الظلامُ العالم بانحدار القيم وتسلّع الإنسان، وظلّت أمّتنا أحقاباً مرتعاً ومنبعاً للداء بعد أنْ كانت طبيباً دوّاراً بالدواء. وآل أحبّتنا وإلْنا إلى هذا المآل المخزي المستجدي بين الأمم. فمن واجب انتمائنا، ووفاءً لرسالتنا، وغيرةً على مجدنا وكينونتنا، وتبصّراً لدورنا، وتشخيصاً لحالتنا، وأملاً في خلاصنا، أدركنا بعين الحقيقة والعزم، أنّ معرج الإنسانيّة قاطبةً ومنجاتنا ومنجاتها هو بقيامة هذه الأمّة- أمّة الوسط- بدورها، وتمكّنها ممّا في يديها. فهتفْنا هتفَ انتفاضةٍ تنكسر أمواجُ المستحيلات على شموخ مَصدّاتها أنّه:

لا بدّ من تمكين الأمّة
منبع أديان السماء ومهابط وحيها وحاملةِ لواء العالم وناشرةِ رسالة رحمة العالمين.

مِن منابع نهضتها
تلك المنابع المعرفية المعطاءة بلا أجر، المباركة بلا سقم، الميسّرة بلا عنت،
الزاكية التي تؤمن بالإنسان إنساناً بروحه وعقله وجسده، حُرّاً كريماً مهذّباً مُستخلفاً، تلك "المنابع" الرّوحيّة والعلميّة التي سمحتْ بها أكفُّ السماء لحظة إهباط الإنسان من جنّته، وبقيَتْ ذخراً لأمّتنا، وسمّاها سبحانه "صحف الأوّلين" و"زُبر الأوّلين" و"الصحف الأولى"، واحتفظتْ بها حضاراتنا القديمة الموحِّدة منذ آلاف السنين، أمّا جوهرة تلك المنابع وختامها وأقدسها وأصفاها، فكتاب الله المبين المهيمن على الكتاب كلّه، المنزلُ تبياناً لكلّ شيء.

وتمكينها من :

مكامن عزّتها
بعد أن ضربت أطنابُ الذلّة بما عمل في الأمّة مِن عوامل، عقوبةَ تخلّفها عن منابع نهضتها الأولى، حين فقأت عينها بيديها وهيهات تلفى مَن يُعيرها عينه لتُبصر بها، ثمّ توالت عليها متواليّاتُ الذلّ وانهالتْ الهزائم ومظاهرُ الاستتباع لتنخر في كيانها، فكمنت عنها "العزّةُ" لغياب الأمّة عن ميادين العزّة وتنكّصها عن أسبابها.

إنّ العزّة -ولسوء طالع أمّتنا بل ولحسْنه أيضاً- لا تُستجلَب بفسخ الانتماء للأصول وجحود الآباء، ولا تتولّد بمخالفة السماء، ولا تأتي بالارتهان للمستبدّين والزعماء، وكذلك لا تُحاز بالتعالي أو الغزو والعدوان، بل تأتي طيّعةً بضدّ ذلك كلّه، ومن استشعار الأمّة مع طلائع أفرادها لدورها المقدّس المنوط بها، والتعلّق بشريف رسالتها، وتليد انتسابها، ثمّ فوق ذلك بالأخذ بأسباب العلم وبالجدّ والعمل في ميادين الشرف والرقيّ ونشر المآثر والمبادئ، فهذا في الحقّ مقتضى رسالتها، رسالة الاستخلاف الربّاني.

ولكن أنّى جميع ذلك؟ وكيف السبيل إليه؟ وإراداتُ أفرادها مستلبة، وعقولها مستبدَّةٌ مُستعبدة، ووجهاتها مترنّحة، وكياناتها مستباحة، وعقلها وثقافتها تجاه ربّها وتجاه نفسها وتجاه الآخر ملأى بالصدّ والغرور، والخرافات والتجهيل، والتقليد والاستلاب، والسطحيّة و"التصنّم"، وهي يا حسرةً مع خدَرها ونومها تحسب الكابوس حُلماً.

فوجب أنْ يُوقظها أحد، وجب أن تنتبه إلى عميق دائها، وطريق دوائها، وذلك:

بإطلاقِ العقلِ منْ نيْرِ الصّنم، وصناعةِ الحكمةِ مِنْ مجْرى القلَم
ثورةٌ ثقافيّة هائلة تبدأ من الجذور ومن منابع المعرفة وأدواتها بتكاتف عقل مفكّريها الأحرار وقلم كُتّابها الأغيار، يُطلق في محضنها العقلُ من أسْر الآسرين، والقلم من تسطيرات الزّيْف، بتحرير جُلِّ المفاهيم والنُّظُم الكاذبة التي انطلتْ عليها تزويراً، فلا قداسات زائفة، لمن أراد الانعتاق، ولا انبهارات مستوردة خادعة، ولا تعصيب أدمغة وتكميم أفواه. ولا ارتقاء لمنطاد الأمّة إلاّ باحترامها تراثها السليم منذ آدم الرسول (ع) وسبْرِه لفهمه، وإلاّ برمْيها الكثير من أثقالها التراثية الزائفة وحصائدها البالية الخاطئة التي اندسّتْ عليها كدخائل، وكلّ الإضافات البشريّة التي كذّبها العصرُ وزعقَ عليها العلمُ والبرهانُ والذوقُ السليم بالنكران.

حرّية الفكر العقل إذاً، وحرّية التعبير القلم، هما مصراعا باب النهضة المأمولة، فمتى دخلته الأمّة فإنّها غالبةٌ لا محالة، لأنّها آنئذٍ ستملك خيارَها وقرارها، ستفكّر وتقول، بدلاً من أنْ يُفكّر عنها ويُقال لها مِن أيّ وصائيّ تقدّميّ أو سلفيّ، داخليّ أو خارجيّ، ثمّ ما عليها بعد ذاك إلاّ أنْ تضع ما رأته موضع التنفيذ والتطبيق، فيستأنف لها بالعمل علمٌ آخر جديد تتصعّد به في مدارج السموّ.

ومع هذا نحنُ ندرك، أنّ الفكر ليشطح، وأنّ الإنسان طبعُه الجهلُ والظلم، وأنّ المادّة تمتدّ لتسحق الروح وتطمر معنى الإنسان في جوهر الإنسان، وأنّ سُرّاقَ الآمال ورايات الضلال يشحنون الأزقّة والآفاق، ونُدرك أنّ الأمّة، هذي الأمّة الأمّ، أمّ التوحيد وأمّ القرى، أمّ الشعوب وأمّ اللّغات، أمّ التعاليم والحضارات، أمّ الإنسان الأوّل ومهده الزاهر، ومنبعث إشعاع النبيّين، والينبوع التي منها تفرّقت أصولُ ناسِ العالمين، وبثّت بها تعاليم الرّحمة والتطوّر منذ آدم (ع)، هذه الأمّة الوسط، أمّة المركز، المنسيّة يوماً بابتعادها عن السماء لطول المدّة وجهل إنسانها، قد أضحت بآخِر أعجوباتِ السماء مرّةً أخرى قارئةً لرسالتها قائدةً للعالم، فشرُفتْ لغتها، وعلا ذكرُها، وأينعت مدنيّتها الرحمانيّة المتكافلة، باتّقاد شعلة الرحمة العالميّة، لكنْ ما لبثتْ بتواري الرّوح أنْ بزغت "همجيّة" البشر الدفينة، تارةً أُخرى، فسُرقتْ الشُعلة ثمّ أُطفئتْ ثمّ نمْنا، فخسَر العالَمُ كلُّه "رسالته" لأنّها مطويةٌ بأيدينا، وقد انحطّ "الإنسانُ" فينا وتصاغرَ عن حملها.

والرحمن، مَنْ علّم (شُعلةَ) القرآن، خلقَ الإنسان، فبهِذا القرآن، بروح القرآن، يتخلّق فينا الإنسانُ، إنّه دليلُ استخدام قوانين هذا الكون وفهمه، وخارطة إرشاد الإنسان وتقويمه، ومرجع المعارف العلمية ومنبع الروحنة الحقّة، وهو رسائل الربّ إلى خلقه جميعاً، لكن فقط لو نقرأه بأعيننا متنزّلاً علينا كرسلٍ ومتعلّمين لا بأعين غيرنا، لا بأرضيّتهم ولا بآذانهم وأذهانهم وأذوناتهم، لا بأعين "التوراتيّين" وأهوائهم ونُظمهم، بل نقرأه فقط بسم الله الرحمن الرحيم، (تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً)، ومحالٌ أن يكون للعالمين نذيرًا، بل لا سبيل لعالميّة هذه الرسالة ورحمتها، وخاتميّة هذا الدين وشموليّته، وموسوعيّة هذا الكتاب وفُرقانيّته، إلاّ باحتمالٍ واحد لنصّ التنزيل الحكيم، وهو ابتناؤه على نظامٍ به مفاتح الحاجات جميعاً، ينفتح بثبات بعضِه على الهُدى وبحركةِ آخر منه على الوعي، متلائماً مع كلّ مكان، متصاحباً مع أيّ زمان، ويتوافق مع متطلّبات الحضارة والإنسان.

"أنْ يتعلّمَ الإنسانُ القرآنَ كما نزَل"
هو لنا في الأمّة: وسيلةُ إنضاج ثقافة القيامة ومنطلق التمكّن، هو منبع نهضتهاالأوّل، والداعي الذي لا عوج له إلى  مكامن العزّة والاقتدار.

"أنْ يتعلّمَ الإنسانُ القرآنَ كما نزَل"
هو لنا في المعوِّقين: المنادي على كلّ الأصنام بالبوار، فلا قدسيّة إلاّ لكلام الله سبحانه ولا خلود لنصّ صريحٍ دونه، ولا ثبات لعلْمٍ إلاّ ما أقرّه القرآن الكريم الداعي إلى التنوّر وتعقّل الأمور ونبذ الخرافة والكسل وثقافة الاتّكاء.

"أنْ يتعلّمَ الإنسانُ القرآنَ كما نزَل"
هو لنا فينا: الانطلاقةُ باتّجاه المنبع الأوّل للاغتراف منه لكنْ بأدوات حفرٍ صحيحة تُوافق أرضيّتنا المعرفية، ففكرُنا وقلمُنا ومِدادُنا منه، فلا تأسرنا الأزمنة برجالاتها فليس بين كتاب الله وبين الإنسان من وصيٍّ أو ترجمان.

"أنْ يتعلّمَ الإنسانُ القرآنَ كما نزَل"
هو لنا في الأحرار والمصلحين العالميّين: دعوةٌ تفتح للفكر كلّ الفكر ميادينَه، وتناشد الإنسان كلّ الإنسان الارتشافَ والإسهام من خبرته وخيراته أيّاً كان دينه، فينفتح القرآنُ على الإنسان بعد إغلاق، وينفتح الإنسانُ على القرآن بعد فراق.

"أنْ يتعلّمَ الإنسانُ القرآنَ كما نزَل"
هو للآملين الأمل، وهو للعلماء العلم وللعاملين العمل، وهو مشكاة السالكين بعد تثوير علومه وتهذيباته، وشفيعٌ للآخذين من مناهج الرقيّ والمدنيّة والعدل والتسامح من كلّ الحضارات والأمم عصاراتها "الفاضلةِ" السامية، ليسير بكلّ أولئك عوناً، ويحدو بالأخيار والأحرار والمستضعفين هوناً.

(ليبزغَ مِنْ بعدِ الظّلامِ فجْرُ الحضارةِ الفاضلة).

ونوجز رحلة إبحارنا:
أنّ سفينتَنا الأمّة (وهي إرث أنبياء الله، لا سيّما خاتمهم (ص)، فينا)، وإطلاقُ شراعها العقلُ المتحرّر، وربّانها الإنسانُ الذي هو في قِرانٍ تامّ مع بوصلته القرآن، وأنْ يُحافظ على نظامها ويعيد قراءتها دوماً كلّما تغيّرت الظروف والأنواء، والقلمُ وسيلة التواصل بين أصحاب السفينة وهو آلة التعلّم والتعليم، أمّا مرفأ التزوّد الأوّل فتمكّن هذه الأمّة الوسط، والمرسى البعيد: بِطيِّ العالم كلّه نحو ميناء السلام حيث يلوح فنارُ الحضارة الإنسانيّة الفاضلة.

 
 
المنتدى الخاص
  أحدث المواضيع




لا توجد مواضيع جديدة
الفعاليات
  أهم الأحداث




لا يوجد أحداث جديدة
ÝÑÕ
  ÇÎÑ ÇáÝÑÕ




áÇ ÊæÌÏ ÝÑÕ ÌÏíÏÉ