نشأة وتاريخ وأهداف المنظمة:
تأسس مركز دراسات الوحدة العربية بموجب علم وخبر رقم ٨٧/أ د لعام ١٩٧٥، ثم تحول إلى منظمة دولية غير حكومية بموجب المرسوم رقم ٤١٧٤ لعام ٢٠٠٠.
اكتسب الشعور بضرورة إعادة تحريك قضية الوحدة العربية فكرياً قوة جديدة على أثر نكسة حرب حزيران/يونيو ١٩٦٧. وقد عبّر هذا الشعور عن نفسه - بادئ ذي بدء - بنشاط ثقافي محدود، وبشكل تشاور فردي، إلى أن تبلور الموضوع باتجاه تأسيس مركز للدراسات يتخصص حصراً في قضية الوحدة العربية. وكان أول إعلان عن هذا الهدف قد عبّر عنه بيان صدر في بيروت في كانون الثاني/يناير ١٩٧٥، وتضمن شرحاً واضحاً لأهداف المركز وطريقة عمله ووسائله، ووقعه اثنان وثلاثون مثقفاً من مختلف أقطار الوطن العربي.
وقد نص البيان على تأسيس "مركز دراسات الوحدة العربية"، غايته "البحث العلمي حول تكامل المجتمع العربي والوحدة العربية، بعيداً عن كل نشاط سياسي أو ارتباط حكومي أو انتماء حزبي"، ويعتمد الأسس والقواعد التالية في عمله:
* إن وسيلة المركز في تنمية الوعي الوحدوي هي إعداد دراسات وبحوث، أو القيام بترجمة بحوث، تحلل الواقع العربي في شتّى مظاهره وجوانبه، والعراقيل التي تعترض سبيل الوحدة العربية، واستجلاء وسائل توحيد أجزاء الوطن العربي، وصيغها في مختلف الحقول.
* إن توحيد الوطن العربي ليس عملية متعددة الجوانب فحسب، بل متعددة المراحل كذلك. وليس التوحيد السياسي سوى الشكل الأكثر اكتمالاً للوحدة.
* إن التجارب الوحدوية المعاصرة، خارج الوطن العربي، ذات فائدة ودلالة في الدراسات المقارنة، وتستوجب الدرس والتمعن من أجل تعميق فكرة الوحدة العربية.
* إن غايات المركز وأهدافه تتطلب أن يعمد إلى مخاطبة جميع طبقات المجتمع العربي وفئاته، بمختلف شرائح الأعمار والاختصاصات، بالشكل والأسلوب المناسبين.
* يحاول المركز أن تمتد المشاركة في أنشطته إلى جميع الأقطار العربية، من خلال قيام أكبر عدد ممكن من المثقفين العرب، الاختصاصيين في مختلف الحقول، بمجهودات فكرية ضمن نطاق مهمته.
* التأكيد الجازم أن هذا العمل لا يهدف إطلاقاً إلى تكوين تجمع سياسي أو حزب أو جبهة سياسية، وإنما هو يهدف فحسب إلى إعادة الزخم إلى التيار الفكري الوحدوي.
* إن المساهمة في عمل المركز لا تشترط شروطاً مسبقة، من حيث هوية المثقف، ولا تتطلب إلا أن يكون مؤمناً بالوحدة العربية، بغض النظر عن المعتقدات والنظريات التي يؤمن بها.
* إن دراسات المركز وبحوثه وندواته وأشكال نشاطه الأخرى كافة لا تتناول الأوضاع السياسية القائمة في الوطن العربي، إلا في حدود علاقتها وتأثيرها في قضية الوحدة العربية، كما أن المركز لا يتخذ أية مواقف سياسية مباشرة، ولا يساهم في النشاط السياسي، ولا يدخل في الصراعات أو الخلافات السياسية، ولا يرتبط بأية حكومة، ولا يتبنى أي نظام، ولا يدخل في محاور أو تحالفات أو جبهات.
* إن المركز يعتمد في تمويل نشاطاته وفعالياته أساساً على التمويل الذاتي من موارده المباشرة، من مبيعات إصداراته وموارده الذاتية الأخرى، وعلى التبرعات والمساعدات المادية من المؤسسات والأشخاص في الوطن العربي، التي تبدي الرغبة في تقديم تلك المساعدة، دون فرض شروط أو قيود على عمل المركز وأهدافه وخطه الثقافي.