بحكم اعتبارات الموقع والتاريخ والثقافة كان على مصر ان يكون لها سياسة خارجية تتفاعل من خلالها مع اقليمها ومع العالم ، وعلى مدى النصف قرن الاخير توسعت وتعمقت دوائر الحركة امام السياسة الخارجية المصرية وتعددت ادوارها النشطة والمؤثرة في قضايا اقليمية وعالمية .
وخلال العقدين الاخيرين بوجه خاص تاكدت هذه العلاقة واصبح من اهداف السياسة الخارجية المصرية خلق بيئة اقليمية ودولية لتحقيق وتوفير متطلبات البناء الداخلي .
وندرك ان ما شهدته البيئة الدولية من تغيرات عميقة تغيرت بها طبيعة النظام الدولي وعلاقات القوى وتلاءم هذا مع تحول في النظام الاقتصادي الدولي والابعاد التي اخذتها ثورة الاتصالات والمعلومات وظهور دور العامل الثقافي في العلاقات الدولية . وقد تميزت فترة التسعينات بظهور العرقيات الدينية التي ادت الى اختفاء دول وظهور دول اخرى ، وباختصار القى هذا بظلاله على السياسة الخارجية للدول ، وألقى عليها اعباء اضافية على مستوى الادراك والتحليل وعلى مستوى الممارسة .
في ضوء هذه التغييرات والمسؤوليات التي واجهتها السياسة الخارجية المصرية كان من الواجب قيام منبر مصري يمثل ادراك المجتمع المدني المصري لهذه المتغيرات ويساهم بخبراته في مناقشة قضاياها وتعميق وعي الراي العام بها وتقديم افكاره ومبادراته بشانها ، وكذلك تقديم منبر يتحدث من خلاله الشخصيات الاجنبية الرسمية وغير الرسمية التي تزور مصر لكي تلتقي بممثلي المجتمع المدني المصري وتتحاور معها حول مختلف القضايا فضلا عن العلاقات الثنائية بين دولها ومنظماتهم ومصر ، وفي نفس الوقت ان اقامة صلات عمل وتعاون مع المراكز المماثلة له والمؤسسات المهتمة بالسياسة الخارجية في الخارج .
وعلى هذا تلاقى تفكير نخبة من المهتمين بالسياسة الخارجية حول هذه الاهداف وهي التي تميزت بالتنوع في خلفياتها المهنية والتي ضمت دبلوماسيين واكاديميين وعسكريين ورجال اعمال وكتاب وشخصيات عامة .
وتم اشهار المجلس وفقا للقانون رقم ٣٢ لسنة ١٩٦٤ تحت رقم ٤١٣ بتاريخ ٢ مايو ١٩٩٩ بالادارة العامة للجمعيات بوزارة الشئون الاجتماعية .
رسالة المجلس :
تتمثل رسالة المجلس المصري للشئون الخارجية في تحقيق الفهم الموضوعي والعميق لكافة القضايا الخارجية على المستوى الاقليمي والدولي ، من اجل خدمة المصالح الوطنية المصرية الاستراتيجية والاقتصادية والسياسية . ويعتمد المجلس في هذا على فكر وخبرات النخبة من اعضائه من ذوي التخصصات المتنوعة والاتصال بالشان العام ، وعلى من يدعوهم لمشاركته في مناقشة قضايا معينة من الشخصيات العامة من مصريين واجانب ، والتي لديها ما يثري هذه المناقشة ويصل بها الى الفائدة والهدف المنشودين .