تأسس المركز في لبنان العام ١٩٨٧ حين حالت ظروف الحرب الأهلية دون اعتماد المؤسسين مبدأ الجمعية المدنية. لذلك تم التأسيس بصفة مؤسسة تجارية قام المؤسسون بتمويلها. وبطبيعة الحال فان المؤسسة لا تبغي الربح فالاستثمار في المجال العلمي محكوم بالخسائر المالية التي تحمل المؤسسون عبأها طوال السنوات الماضية. واقتصرت نشاطات المركز في بداياته على نشاطات أعضائه. وكان تمثيله الأول في المؤتمر العالمي للطب النفسي المنعقد في أثينا العام ١٩٨٩ حين شارك رئيس المركز الدكتور محمد احمد النابلسي في ذلك المؤتمر بورقة بعنوان " اختبار رسم الزمن في أوضاع الكارثة". وما لبث حضور المركز أن تدعم بمشاركة الأساتذة الأجانب الكبار فيه بمناسبة إطلاقه لمجلته "الثقافة النفسية المتخصصة" في يناير من العام ١٩٩٠ فكانت مشاركة باحثين من ذوي الشهرة العالمية. من أمثال بيار مارتي واليزابيت موسون وميهاي آراتو وزولتان ريمير وغيرهم. مما شكل دعما" أساسيا" للمركز ولحضوره في أوساط الاختصاص المحلية والعالمية. كما كانت هذه المشاركات فاتحة لإقامة علاقات التعاون العلمي مع المراكز التي يشرف عليها هؤلاء العلماء. فكان التعاون مع معهد السيكوسوماتيك (باريس/مارتي) ومعهد الطب الجنسي (باريس/واينبرغ) ومعهد الاختصاصات الطبية العليا (بودابست/موسون) بالإضافة إلى الجمعيات النفسية العالمية مثل" "الجمعية العالمية لامراضية التعبير" والجمعية العالمية للعلاج السوماتي" والجمعية العالمية للعلاج بالحركة" والجمعية العالمية لسيكولوجية الشيوخ" و"الجمعية العالمية للتصوير العصبي". وغيرها من الجمعيات التي أمنت للمركز علاقات تبادلية من الدرجة الأولى ولما تزل. أما على الصعيد العربي فقد حظي المركز بدعم كريم من قائمة من أهم وأشهر الأطباء وعلماء النفس العرب. بل ربما أمكن القول بأنهم جميعا" قد تبنوا المركز ودعموا نشاطاته. بحيث نحرج من تعداد الأسماء فنكتفي بأوائل المتعاونين مع المركز والأسبق زمنيا" في دعمه. ونذكر الأساتذة الدكاترة: عبد الفتاح دويدار وفرج عبد القادر طه والمرحوم فؤاد أبو حطب ولويس كامل مليكة واحمد عبد الخالق وأسامة الراضي والمرحوم جمال أبو العزايم. وتطول القائمة.
فإذا ما جاء العام ١٩٩٢ وجد المركز نفسه قادرا" على التجسيد العملي لهدفه بإقامة جسور التواصل بين الأخصائيين العرب فكان مؤتمره الأول في ١٠-١٢ يناير ١٩٩٢ تحت شعار "نحو علم نفس عربي". وتمثلت في هذا المؤتمر إلى جانب لبنان كل من الأردن وسوريا ومصر ( نشرت أعماله كاملة في العدد العاشر من مجلة المركز). ليتسع هذا التمثيل في المؤتمر الثاني المنعقد عام ١٩٩٤ تحت شعار "مدخل إلى علم نفس عربي" حيث شملت المشاركة البلدان التالية: لبنان وسوريا والأردن ومصر وقطر والسعودية واليمن والمغرب وتونس والكويت واستراليا (نشرت أعماله كاملة في العددين ٢١ و٢٢ من مجلة المركز). كما عقد المركز مؤتمره الثالث بالاشتراك مع الاتحاد العالمي للصحة النفسية في نوفمبر العام ١٩٩٦ تحت شعار "الشباب والصحة النفسية" وقد شهد هذا المؤتمر مشاركة عربية ودولية واسعة.