بسم الله الرحمن الرحيم

السادة الأفاضل رجال الأعمال وأصحاب الخير والأموال في العالم العربي والإسلامي
أدام الله عزَّهم وفضلهم

تحية طيبة وبعد،
 

الموضوع: دعوة لتوظيف المال دفاعاً عن كرامة الأمة

تتنفّس أمّتنا هذه الأيام روائح عزّ، إذ هبت الشعوب بعفويّتها ونخوتها ملبيةً استغاثة إخوتهم الصامدين في لبنان وفلسطين، ولقد ضرب كثيرٌ من أهل الخير مثلاً أعلى في توظيف المال في مكانه الصحيح لدعم إخوتهم وقضاياهم، ومن الملفت ما قامت به مجموعة الخرافي الكويتية التي تعتبر إحدى أكبر شركات المقاولات في العالم العربي، إذ نشرتْ بتاريخ ٢٢ أغسطس ٢٠٠٦ إعلانًا مدفوع الأجر بصيغة "رسالة مفتوحة" للرئيس الأمريكي جورج بوش في صفحة كاملة من صحيفة نيويورك تايمز وصحيفة إنترناشيونال هيرالد تريبيون الأميركيتين انتقدت فيه تصريح الرئيس بوش حول ما اعتبره "الإسلام الفاشيّ" وتضمن ٢١ صورة ملونة للضحايا المدنيّين للغارات الإسرائيلية معظمهم من الأطفال، وجاء في الرسالة القصيرة لبوش (نحن نوافق معك ومع شعوب العالم كلّه في رفضك للفاشية، ولكن بعد مشاهدة صور الضحايا اللبنانيين للقصف الإسرائيلي في أغسطس٢٠٠٦ نعتقد أنّ هناك فهمًا خاطئًا في تحديد من يستحقّ أن يُتّهم بالفاشية)، وكتبت الجملة الأخيرة بحروف كبيرة. وكان هذا هو الإعلان الأوّل من نوعه في كبريات الصحف الأميركية لشركة عربية حول المأساة اللبنانية.

كما نقلت وكالة أسوشييتد برس الأميركية عن ناصر الخرافي قوله (نحبّ أن نبلغ الرئيس بوش مع كل الاحترام, انظر إلى ما يحصل للأطفال المساكين في لبنان، وأنّي أوجّه هذه الرسالة إلى بوش لكونه "ممثل إسرائيل وداعمها") كما أعلنت مجموعة الخرافي عن خطة لإنشاء منظمة غير ربحية لإعادة إعمار لبنان.

لقد جاء هذا الإعلان في وقت حجبت فيه محطات التلفزة الأمريكيّة صور مجزرة قانا وغيرها من المجازر الصهيونية في لبنان وفلسطين، فكشف الجريمة التي أرادت إسرائيل والغرب إخفاءها، وعرّف العالم من هم الفاشيون الحقيقيون بالكلمة والصورة، كما ساهم إعلان مجموعة الخرافي دعمها لإعادة إعمار لبنان في صمود الشعب اللبناني.

الإخوة والأخوات الأعزاء،
أنتم تعلمون كم ساهمت الأموال المعادية التي تمّ توظيفها في الإعلام الغربي من قبل الصهيونية العالمية في الهيمنة على وعي الشعوب الغربية وإخفاء حقيقة ظلامتنا في الصراع الدامي بين أمتنا والكيان الغاصب لفلسطين، وتعلمون كم اسُتخدمت وسائل الإعلام في الغرب في توجيه الرأي العام والناخب الغربي البسيط حتى عاد ذبح شعبنا المظلوم في فلسطين ولبنان مبرّراً ومباحاً، فالشعوب الغربية خاضعة قسراً لهيمنة الإعلام المقروء والمرئي والمسموع ناهيك عن أفلام هوليوود وبثّ القصص المفبركة عن العرب والمسلمين. تمكنت الآلة الإعلامية الصهيونية من فرض سيطرتها الكاملة على المخرجات الثقافية في الغرب لترسيخ الصورة النمطية عن الأمة وإعادة تشكيل ذهنية الشعوب، وتمكّنت من توجيه العقل الغربي لإثارة العديد من التساؤلات حول صورة الإسلام الحضاري، وتوجيه أدمغته باتجاه واحد لا يخرج عن وصف العربي والمسلم بــ"حادي الجمال" أو "المهووس جنسيّاً" أو "المتخلّف" أو "السفّاح".

إنّ أية نهضة لهذه الأمة المنكوبة لا تكون إلا بسواعد أبنائها وأنتم أحد أفلاذها وحملة راياتها، وأننا نهيب بكم أيها الأفاضل ـ وأنتم أهل لهذه الدعوة ـ أن تتوجهوا فرادى وتكتلات لدعم ونصرة قضايانا العادلة من خلال توظيف بعض الأموال في اختراق النوافذ الإعلامية الغربية، علاوة على معونتكم المادّية والخدميّة للشعبين البطليْن المنكوبيْن، فقد قال تعالى (وأحسِنْ كما أحسنَ اللهُ إليك).

جعلكم الله من المحسنين لأمّتنا وأمّتكم، ولكم منه جزيل الثواب ومنا الشكر والاحترام

جمعية التجديد الثقافية
مملكة البحرين
٢ سبتمبر ٢٠٠٦