الملتقى الإلكتروني

وكانه يعلن بموته وتركنا بمفردنا اخر الاحزان .... فمن نفتح عليه الباب بمكتبه الكائن بوسط البلد ليكتب لنا عن انفسنا احكاماً ببراءتنا .... فلنعلن الحداد ونخاصم الموت الذي يخطف اجمل ما فينا.... لنحقق احلامه بوطن يسع الجميع ومواطنين مثل الزهور تفوح منهم رائحة الحب ... رحل اليوم فارسنا النبيل لنواجه الحياة بمفردنا و يحرمنا من ابتسامته العريضة وقلبه المفتوح للجميع بصرف النظر عن اختلافهم معه .....دائما كنت ستجده لتسمع منه رأيا قانونيا او يجيب معنا عن حلول لأي مشكلة نواجهها .....كنت ستجده بمكتبه الكائن بـ ٥ شارع محمد صدقي بباق اللوق يبحث عن اجابات الاسئلة الحائرة فينا..... او تسمع صوته و الابتسامة العريضة تأتيك ً عبر تليفون منزله ليؤكد لك على ان هناك فارسا نبيلاً يشكل لك سندا قويا يقف دائما بجوارك في الشارع او المحكمة او العمل او الحياة على الجانب الاخر لمواجهة الحياة معك ......فقدنا اليوم اباًواخاً وصديقاً ومناضلاً ومحامياً لن تعبر كلماتنا مهما كانت عما كان يمثله للحركة اليسارية أوالوطنية في مصر ....... رحله من النضال والكفاح عاشها كي يحيا كل المصريين والمنتجين بشكل افضل و يحققون أحلامهم المشروعة بالعيش الكريم والعمل اللائق والنقابات المستقلة والاحزاب الجماهيرية المرتبطة بهموم العمال والفلاحين والفقراء .... اكثر من خمسون عام ظل بمكتبه المفتوح بقلب القاهرة ينبض بالحياة والنور والامل لكل مواطن مصري يقصده ليبعث من جديد فينا روح الحياة والتفاؤل والامل ...... فقدنا اليوم فارساً نبيلاً وانساناً كان يقف بجوارنا يبحث لنا عن مكان نظيف نقف فيه في وسط ركام العالم المتوحش لندافع فيه عن عمالنا وفلاحينا وانفسنا...... . فقدنا اليوم " احمد نبيل الهلالي المحامي " لكن صورة القديس ما زالت باقية فينا ...... وانطباعاته غير المريحة عن كل تصرف او موقف او رأي يخالفه كان يجد انه من الوجب ان يوضحه لنعرف سر الحياة والحقيقة ...... وكأن حزنه على رفيق دربه يوسف درويش الذي غاب عن عالمنا منذ ايام اثر فيه كي يتركونا وحدنا ايتاما نواجه وحدنا مصيراً مجهولاً . وكأن دموع العمال في حلوان وشبرا والمحلة والاسكندرية الذي كافح معهم للدفاع عن حقوقهم لن تستطيع ان تعيده الينا بشوشًًا منتصراً ....... وكأن شطط المناضلين الذي يجمعهم بابتساماته العريضة لن تستطيع ان تقودنا مرة اخرى للتأخي و العمل الجماعي...... وكأن عقارب الساعة يجب ان تتوقف لنعلن معا ً حداداً طويلاً جماعياً لتوديع ارق ما فينا ... لنرسم من جديد صورة للمستقبل الذي يجب ان يكون رغم مرارة وقسوة الحاضر ...... فوداعاً نبيل الهلالي للأب والصديق والمناضل لكن روحك وابتسامتك واحتضانك لنا لا يمكن ان ترحل لأننا نحتاجك كي نحقق لاهالينا في كل النجوع والمصانع الحرية والامان والحياة الانسانيةالكريمة في مصر المحروسة

وداعا نبيل الهلالي